أخبار عالميّة بالدموع والهتافات... مشاهد من احتفالات أهالي غزة بعد اتفاق وقف الحرب
تعيش شوارع قطاع غزة منذ فجر اليوم حالة من الفرح العارم بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، في خطوة أنهت عامين من الحرب المدمرة التي أثقلت كاهل الفلسطينيين في القطاع.
وانتشر الخبر تدريجيًا في أنحاء القطاع بسبب انقطاع الإنترنت وتأخر الوقت، لكن مع طلوع الشمس ساد شعور واسع بالارتياح والفرح، وفق ما أكده متحدث باسم اليونيسف في غزة.

وخرجت حشود صغيرة في الساعات الأولى من فجر الخميس، من سكان خان يونس إلى الشوارع، يغنون ويرقصون في الظلام احتفالًا بنبأ اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب ما أوردت وكالة رويترز.
ويقول أيمن صابر، الذي يقيم حاليًا في خان يونس بعد أن فقد منزله،وهو يتطلع إلى الغد: "سأعيد بناء المنزل، وسنعيد بناء غزة".
وقال خالد شعت، أحد سكان خان يونس، لوكالة رويترز: "هذه لحظات تعتبر تاريخية، طال انتظارها من قبل المواطنين الفلسطينيين بعد عامين من القتل والإبادة الجماعية التي ارتكبت بكل غطرسة ضد الشعب الفلسطيني".
أما عبد المجيد عبد ربه، أحد سكان القطاع، فقال إن "قطاع غزة بأكمله سعيد" بهذا الإعلان، مضيفًا: "جميع الشعوب العربية، وكل العالم، سعداء بوقف إطلاق النار ووقف سفك الدماء".
أما أحمد شهيبر، الذي نزح من مخيم جباليا للاجئين، فعبّر عن سعادته قائلًا: "إنه يوم عظيم، فرحة كبيرة"، مؤكدًا أنه ينتظر بفارغ الصبر لحظة العودة إلى منزله بعد عامين من الغياب القسري.
من جهته، أبدى منسق المساعدات إياد عماوي مشاعر مختلطة من الفرح والقلق، مشيرًا إلى خشيته من أن تضع إسرائيل عقبات أمام تنفيذ الاتفاق. وقال: "نؤمن ولا نصدق. لدينا مشاعر مختلطة، بين السعادة والحزن، والذكريات، كل شيء مختلط"، مضيفًا: "نحن بحاجة إلى إصلاح كل شيء هنا، وخاصة الآثار النفسية التي تؤثر على الاستمرار في حياتنا".

بينما في مدينة غزة، سهرت مجموعة من الأطفال مساء الأربعاء وسط أجواء احتفالية بعد سماعهم نبأ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وفي مقطع فيديو ظهرت أربع فتيات صغيرات يبتسمن أمام الكاميرا وهنّ يعبرن عن سعادتهن بإمكانية العودة إلى منازلهن قريبًا.
وعندما سُئلت إحداهن عن سبب سعادتها، قالت ببساطة: "لأننا سنعود إلى منازلنا". وأضافت وهي تنظر إلى الكاميرا: "لقد قضينا عامين، والآن نبدأ العام الثالث، نعيش في ظل الحرب. لقد سئمنا هذه الحياة. الآن نريد العودة. الآن إذا طلبوا منا العودة، فسنعود".
وفي المشهد نفسه، ظهرت فتاة أخرى ترتدي بيجامة مخططة مطبوع عليها كلمة "ملكة"، قائلة إنها ما زالت مستيقظة لأنها كانت تشاهد الاحتفالات.
تأتي هذه اللحظات بعد عامين كارثيين عاشهما أطفال غزة، بين الهجمات العسكرية المستمرة ونقص الغذاء والأمان.
وبحسب تقارير الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية متعددة، فقد استشهد أكثر من 67 ألف شخص في غزة منذ اندلاع الحرب، معظمهم من النساء والأطفال، فيما أُصيب أكثر من 169 ألفًا آخرين، وسط تقديرات تشير إلى أن العدد الحقيقي للضحايا ربما يكون أعلى من ذلك بكثير.
وفي سبتمبر الماضي، خلصت لجنة تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة لأول مرة إلى أن إسرائيل ارتكبت "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وهي النتيجة التي توافقت مع استنتاجات خبراء في الإبادة الجماعية ومنظمات حقوقية دولية، بينما رفضت الحكومة الإسرائيلية هذه الاتهامات بشدة.
وأعلنت حركة حماس عن التوصل لاتفاق مع إسرائيل لإنهاء الحرب على قطاع غزة والتي استمرت عامين وخلفت آلاف الشهداء والمصابين، وانسحاب الاحتلال منها، ودخول المساعدات، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وفقا للغد.
مصراوي